إلى كل من غادر هذه الدنيا وترك وراءه فراغًا لا يملأه سوى الحنين، أكتب لكم بكلمات يخطها شوقٌ يملأ قلبي. رحلتم عنا، ولكن ذكراكم ما زالت تنبض في كل لحظة وفي كل مكان. كيف لنا أن ننسى يا زوج أختي الحبيب عمر خليلي، يا أخي العزيز، ويا عمّي الحنون؟ كيف يمضي يوم دون أن نذكركم في دعائنا وفي حديثنا؟ كم تفتقدكم قلوبنا وتشتاق لملامحكم ولتلك اللحظات التي جمعتنا بكم.
إلى خالتي التي كانت بمثابة أمي الثانية، والتي كانت تحتضنني حين أتعب، وتربت على كتفي حين أضعف. كيف لذكراك أن تغيب عني وقد كنتِ الحضن الذي ألجأ إليه حين تضيق بي الدنيا؟ إن غيابك ترك أثرًا عميقًا، لم تعد الأمور كما كانت من بعدك. وكم من مرة التفتُّ لأراكِ بجانبي، ولكنك لم تعودي هناك. تركتِ فراغًا لا يمكن لأحد أن يملأه، وقلبي يعتصر ألمًا في كل مرة أتذكر أنكِ لن تعودي.
أما أنتِ يا خالتي يا حبيبة قلبي، كم كان وجودكِ نورًا في حياتي. كنتِ تعلمين كيف تضحكينني حتى في أصعب اللحظات. غيابكِ كان مفاجئًا وصاعقًا، وكأن جزءًا مني رحل معكِ. لا كلمات يمكنها أن تصف مدى حنيني إليكِ، وكل ما أملكه هو الدعاء لكِ بأن يرحمكِ الله ويجمعني بكِ يومًا في الجنة.
خوالي الذين رحلوا عن الدنيا، ولكن ذكراهم تظل حيّة في قلبي، تحيي فيّ كل ما هو جميل وطيب. أخوالي، الذين كانوا لي أكثر من مجرد أقارب، كانوا سندًا ورفيقًا، قلوبهم الطاهرة ومواقفهم النبيلة لا تُنسى. كلما اشتدت عليّ الحياة، أتذكر حنانهم وكلماتهم الحكيمة التي كانت تملأني بالأمان والاطمئنان. أحببتهم حبًا جما لا يمكن أن تصفه الكلمات، ومع فقدانهم، تركوا في داخلي فراغًا لا يمتلئ، إلا بدعاء لا ينقطع بأن يجمعنا الله بهم في جنات النعيم. كان وجودهم في حياتي نعمة عظيمة، ورحيلهم ترك ألمًا عميقًا، لكن محبتهم ستبقى حيّة في روحي للأبد.
كلما مضت الأيام، يزداد الحنين ويثقل القلب بفقدان أولئك الأحبة الذين كانوا يملؤون الحياة دفئًا وسلامًا. عمامي وأخوالي، منارات الحكمة وملاذات الطمأنينة، رحلوا إلى دار البقاء، لكن ذكراهم لا تفارقني. اشتياقي لهم لا يُقاس بكلمات؛ هو شوق لضحكاتهم، لنصائحهم الصادقة، ولمساتهم الحانية. كانوا أعمدة العائلة، بمواقفهم النبيلة وقلوبهم البيضاء. وها أنا، أعيش في فراغ تركوه خلفهم، لكنه مليء بذكرياتهم العطرة، التي تظل تسكن روحي وتنير طريقي في الحياة، متمنياً أن يجمعني الله بهم في جنات الخلد.
وعمّي الحبيب، كم كنت لي سندًا ورفيقًا. غيابك كان فقدًا لا يعوض. تذكرت كلماتك ونصائحك التي كنت تلقيها عليّ في كل لقاء. كانت حياتي أكثر أمانًا بوجودك، والآن تبدو فارغة بدونك. رحلت ولكن ذكراك حيّة لا تموت.
إلى أمواتنا الذين سبقونا إلى دار الحق، لا تمضي لحظة إلا ونسأل الله أن يرحمكم ويغفر لكم، وأن يجمعنا بكم في جنات الخلد. اشتياقنا لكم لا يوصف، وآلام الفراق لا تفارقنا. كم من مرة تمنينا لو كانت الحياة تقبل التراجع لتعيد لنا لحظة نقضيها معكم، لكننا ندرك أن الدنيا دار فناء، وأن البقاء لكم في قلوبنا وذكرياتنا.
رحمكم الله، وطيّب ثراكم، وأسكنكم فسيح جناته.