بدران محمد بدران
من النادر أن تلتقي بشخصية اقتصادية أردنية بحجم السيد خليل الحاج توفيق، رئيس غرفة تجارة الأردن، دون أن تجد نفسك مندمجًا في نقاش حول ضرورة تعزيز الاستثمار والتكامل الاقتصادي بين الدول العربية. في أحاديثه، تجده دائمًا مؤمنًا بأن الاستغلال الأمثل للموارد الاقتصادية العربية والتبادل التجاري بين الدول لم يعد مجرد طموح، بل ضرورة قومية ملحة في مواجهة التحديات الراهنة.
يدرك الحاج توفيق أن تحقيق التكامل الاقتصادي العربي لم يعد أمرًا يمكن تأجيله. فالعالم يشهد تحولات جذرية، سواء في مجال التغير المناخي أو تحركات الأسواق العالمية، ما يستدعي اتخاذ خطوات جادة نحو تعزيز التعاون بين الدول العربية. وهذه الرؤية ليست مجرد كلام نظري، بل هي نتاج استراتيجيات قائمة على حقائق وإحصائيات دقيقة تضعها القيادة الحكيمة لغرفة تجارة الأردن في طليعة الجهود التنموية.
تحويل التحديات إلى فرص
الحاج توفيق يميز نفسه بقدرته على رؤية الفرص وسط الأزمات. طوال فترة جائحة كورونا، بينما انشغلت الدول بمواجهة تبعات الفيروس، كان ينادي بضرورة تحويل الأزمة إلى فرصة استثمارية. إنه يرى في التحديات الاقتصادية الحالية بوابة لتحقيق ما يسميه “التعافي الذكي”، وهو تعافي يعتمد على استغلال الموارد المتاحة وتبني حلول مبتكرة للتبادل التجاري والاستثماري بين الدول العربية.
يقدم الحاج توفيق حلولا عملية، من ضمنها إنشاء منصة عربية موحدة للتبادل التجاري، بحيث تكون هذه المنصة نقطة انطلاق لتشجيع الشركات والمستثمرين العرب على استيراد وتصدير المنتجات والخدمات داخل المنطقة العربية بدلاً من اللجوء إلى الأسواق الأجنبية. هذا ليس مجرد اقتراح نظري، بل خطوة عملية يمكن تنفيذها بسهولة لتحفيز التعاون بين الدول العربية والاستفادة من قدراتها الاقتصادية.
بناء استراتيجية مشتركة للأمن الغذائي
يشغل ملف الأمن الغذائي العربي حيزًا كبيرًا من تفكير الحاج توفيق، حيث يرى أن الدول العربية تمتلك موارد زراعية ومائية غنية تؤهلها لتكون مستقلة في إنتاج الغذاء. هذا الملف الذي يعتبره حجر الزاوية في تعزيز الاستقرار الاقتصادي في المنطقة، يتطلب تعزيز الاستثمارات في قطاع الزراعة والصناعات الغذائية.
يؤكد الحاج توفيق على أن التعاون في هذا المجال يجب أن يبدأ بتبادل الخبرات والتكنولوجيا الزراعية، واستغلال المساحات الزراعية الشاسعة في دول مثل السودان والعراق ومصر. هذه الاستراتيجية ليست مجرد طموح بعيد المنال، بل هي ضرورة لتحقيق الأمن الغذائي وإيجاد حلول مبتكرة لتقليل الاعتماد على الاستيراد الأجنبي.
إشادة بجهود الحاج توفيق القيادية
لا يمكن إنكار الدور الريادي الذي يلعبه خليل الحاج توفيق في تحفيز الاقتصاد الأردني والعربي. رؤيته الثاقبة وقيادته الحكيمة لغرفة تجارة الأردن جعلت منه شخصية محورية في عالم الاقتصاد العربي، حيث يجمع بين الجرأة في الطرح والشجاعة في اتخاذ القرارات.
الحاج توفيق ليس مجرد قائد اقتصادي، بل هو رجل فكر ورؤية، يسعى دائمًا إلى توحيد الجهود وتوجيهها نحو تحقيق التكامل الاقتصادي العربي. يستحق التقدير لما يقدمه من أفكار ومبادرات تسهم في دفع عجلة التنمية في الأردن والمنطقة العربية بأسرها.
الدعوة إلى الوحدة الاقتصادية العربية
يشدد الحاج توفيق دائمًا على أن الوحدة الاقتصادية العربية ليست خيارًا، بل ضرورة قصوى. وفي عالم متغير وسريع التحولات، فإن استغلال الفرص المتاحة يتطلب من الدول العربية تجاوز الحواجز التقليدية والتوجه نحو التعاون العملي. ويعزز الحاج توفيق هذا التوجه من خلال دعوته لإنشاء هيئة عربية للاستثمار، تكون منصة رئيسية لتبادل المشاريع الاستثمارية وتسهيل التعاون بين الدول العربية في مختلف المجالات.
لقد أصبح واضحًا أن خليل الحاج توفيق هو واحد من الشخصيات الاقتصادية القليلة التي لا تكتفي بالتنظير، بل تعمل بجد لتقديم حلول عملية يمكن أن تنعكس إيجابًا على الاقتصاد العربي. ما يميزه هو أنه يجمع بين التفاؤل العقلاني والإيمان العميق بإمكانيات الأمة العربية، مما يجعله قائدًا اقتصاديًا يحتذى به. إن إسهاماته المستمرة في تعزيز التبادل التجاري وتحقيق التكامل الاقتصادي تجعل منه نموذجًا يحتذى به لكل من يسعى لتحقيق التنمية والازدهار في العالم العربي.