Connect with us

تكنولوجيا وإتصالات

كيف يقود الذكاء الاصطناعي وحوسبة الكم إلى بيئات تعليمية تفوق الخيال؟

Published

on

على غرار القطاعات والتخصصات جميعها، من المتوقع أن تترك تقنيات الذكاء الاصطناعي وحواسيب الكم تأثيراتها الثورية على القطاع التعليمي ليتجاوز دوره أتمتة المهام إلى إعادة تشكيل التجربة التعليمية وتخصيصها، ما يثري معارف الطلاب بصورة غير مسبوقة.

الذكاء الاصطناعي: المعلم الشخصي الرقمي

تتمثل الميزة الأساسية للذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الخاصة بالأفراد والمستخدمين، ولا يعد الطلاب استثناء في هذا الإطار.

تسهم التقنيات الحديثة في تحديد نقاط القوة والضعف وتقديم المحتوى التعليمي المناسب لاحتياجات الطلاب وبالتالي تحسين نتائجهم الأكاديمية وإضفاء طابع تفاعلي على التجربة التعليمية.

ويقدم الذكاء الاصطناعي دعماً مستمراً خلال جميع مراحل العملية التعليمية، من هنا يمكن أن يقوم بتعديل الخطط الدراسية تلقائياً بناءً على أداء الطالب، كما يمكنه أيضاً تحليل إجابات الطلاب بناء على الاختبارات وتقديم ملاحظات فورية حول أدائهم.

ولا يقتصر الأمر على الطلاب، بل يشمل المؤسسات التعليمية أيضاً حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم في تحسين كفاءتهم من خلال أتمتة المهام الإدارية، وتحليل البيانات لتحديد نقاط القوة والضعف، واتخاذ قرارات أفضل وتحسين جداول الدروس، وإدارة الموارد البشرية، وتوقع احتياجات المؤسسات التعليمية في المستقبل ما يعني نتائج أكثر تميزاً على مستوى القطاع بصورة كاملة.

حوسبة الكم: نحو عالم تعليمي متطور

تعد حوسبة الكم ثورة في عالم التكنولوجيا، ولا تقل تأثيراتها على قطاع التعليم أهمية حيث تَعد بتقديم قدرات حسابية خارقة تفتح الباب أمام إمكانيات لم يكن من الممكن تحقيقها بالحوسبة التقليدية، من خلال محاكاة أنظمة معقدة وتوفير نماذج تعليمية عالية الدقة تُستخدم لتعليم مواد مثل العلوم والتكنولوجيا بطريقة تفاعلية واقعية.

على سبيل المثال، يمكن لحوسبة الكم أن تتيح للطلاب استكشاف بنية الذرات والجزيئات في بيئة ثلاثية الأبعاد كأن يتعلم الطالب في فصل الكيمياء وكأنه داخل مختبر حقيقي، أو أن يقوم طالب برحلة عبر التاريخ وجولات افتراضية في مواقع أثرية تمت محاكاتها عبر الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR).

التعلم القائم على المشاريع والابتكار

عندما يجتمع الذكاء الاصطناعي مع حوسبة الكم يتمكّن الطلاب من استغلال هذه التقنيات لتطوير مشاريع مبتكرة يمكنها التعامل مع التحديات الحقيقية في العالم.

في الوقت الذي يعزز فيه هذا النوع من التعليم المهارات الابتكارية لدى الطلاب، فإنه يؤهلهم لمواجهة تحديات سوق العمل مستقبلاً من خلال تنمية مهاراتهم العملية والتطبيقية. كما يتيح الفرصة للطلاب من مختلف أنحاء العالم للتعاون في مشاريع مشتركة داخل بيئات افتراضية، ما يضاعف من قدراتهم على العمل الجماعي وتبادل المعرفة والخبرات مع زملائهم.

الجانب الآخر: التحديات والفرص

ورغم الإمكانات الهائلة التي توفرها هذه التقنيات، إلا أنها تأتي مصحوبة بعدد من التحديات، من أبرزها الكلفة العالية التي قد تحد من انتشارها في بعض المناطق، خاصة في الدول النامية. بالإضافة إلى ذلك، تتطلب هذه التقنيات جمع كميات كبيرة من البيانات عن الطلاب، مما يثير تساؤلات حول الخصوصية وحماية البيانات الشخصية.

إلا أن الفرص على الجانب الآخر تتمثل في توفير تعليم شامل وعادل ومستدام ما يمكن الطلاب من الاستمرار في التعلم حتى بعد استكمال المراحل الدراسية الرسمية.

في النهاية، تتجاوز تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية أكثر من كونها مجرد تقدم تكنولوجي لتمثل كل منهما أدوات فاعلة قوية لبناء مستقبل تعليمي إبداعي وفريد من خلال تهيئة بيئات تعليمية تتجاوز حدود الخيال وتتيح للطلاب استكشاف العالم بطرق جديدة ومثيرة. ستكون النتيجة النهائية تمكّن الطلاب من تحقيق أقصى إمكاناتهم والمساهمة في بناء مجتمع أفضل وأكثر ازدهاراً بصورة تدمج التعليم والثقافة بالإبداع.


بقلم: حسام الحوراني مدير التعليم في أورنج الأردن

Continue Reading
Click to comment

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ترند اليوم

سامسونج تعزز تقنيات الذكاء الاصطناعي في شبكات المحمول بالتعاون مع إنفيديا

Published

on

By

 

– استعرضت سامسونج تقدماً كبيراً في تطوير تقنية ‘AI-RAN’ وبناء منظومتها، ما يمكّن الشبكات البرمجية من تحقيق أقصى إمكاناتها عبر منصة الذكاء الاصطناعي من إنفيديا

عمان، الأردن – 28 نيسان 2025 –

أعلنت سامسونج للإلكترونيات عن تعاونها مع إنفيديا لتعزيز تقنيات ‘AI-RAN’. ويؤكد هذا التعاون التزام سامسونج بتطوير منظومة قوية ومتنوعة، وتوسيع خيارات منصات الحوسبة المتاحة. ويهدف هذا التعاون إلى تسهيل دمج الذكاء الاصطناعي في شبكات المحمول من خلال توسيع منظومة وحدات المعالجة المركزية وتعزيز الشراكات مع شركات وحدات معالجة الرسومات.

ولتحقيق أقصى استفادة من الذكاء الاصطناعي في شبكات النفاذ الراديوي، أحرزت سامسونج تقدماً تقنياً كبيراً مستفيدةً من خبرتها في الذكاء الاصطناعي وتقنيات الراديو منذ بداية عام 2024. ومن بين أبرز الإنجازات التي حققتها، نجاح التشغيل البيني بين شبكة RAN الافتراضية (vRAN) المتوافقة مع معايير O-RAN من سامسونج وحوسبة إنفيديا المسرّعة، حيث تم اختبار هذا التكامل في مختبر سامسونج للأبحاث أواخر العام الماضي. كما نجحت سامسونج في إثبات مفهوم (Proof-of-Concept) للتحقق من إمكانية دمج حوسبة إنفيديا المسرّعة بسلاسة في الشبكات المعتمدة على البرمجيات، ما يعزز قدرات الذكاء الاصطناعي بشكل فعال.

ويعزز هذا الإنجاز تقدم سامسونج في الابتكار الفريد الذي يجمع بين الذكاء الاصطناعي وشبكات النفاذ الراديوي. وبالاعتماد على هذا الأساس، يمكن لسامسونج تقديم تقنية ‘AI-RAN’ بسلاسة من خلال دمج وحدة التوزيع الافتراضية الخاصة بها مع حوسبة إنفيديا المسرّعة ضمن خوادم تجارية جاهزة يتم تثبيت برنامج ‘vRAN’ من سامسونج عليها.

في المؤتمر العالمي للجوال 2025، استعرضت سامسونج تقنية ‘vRAN’ الحقيقية الخاصة بها بعد دمجها مع حوسبة إنفيديا المسرّعة، ما يبرز قدراتها المتطورة في الشبكات المعتمدة على البرمجيات وبالإضافة إلى ذلك، ستواصل الشركتان استكشاف أفضل حلول ‘AI-RAN’ من خلال دمج تقنية ‘vRAN’ من سامسونج مع وحدة المعالجة المركزية Grace من إنفيديا و/أو منصتها المعتمدة على الذكاء الاصطناعي باستخدام وحدات معالجة الرسومات، وذلك بالاستفادة من تقنيات ‘CUDA’. وتمثل هذه الحلول الخيار الأمثل لمختلف بيئات نشر الشبكات، سواء في المناطق الريفية أو الضواحي أو المدن ذات الكثافة السكانية العالية.

وفي المؤتمر العالمي للجوال 2025، استعرضت سامسونج ريادتها في ابتكارات الذكاء الاصطناعي لشبكات ‘RAN’ من خلال عرضين توضيحيين لتقنيات ‘AI-RAN’، واللذين حصلا على دعم تحالف ‘AI-RAN’ وتم تطويرهما بالتعاون مع العديد من الأعضاء، بما في ذلك إنفيديا. وتضمنت العروض تحليل القناة المشتركة للرفع المادي (PUSCH) بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى التضمين غير المنتظم، ما يقدم لمحة عن الأساليب المبتكرة لدمج الذكاء الاصطناعي في شبكات المحمول.

 

وقال النائب التنفيذي للرئيس ورئيس قسم الأبحاث والتطوير في وحدة الشبكات بسامسونج للإلكترونيات، جون مون: “في ظل إعادة تشكيل الذكاء الاصطناعي لمشهد الاتصالات، تساعد سامسونج المشغلين على بناء البنية التحتية والبيئة المناسبة لازدهار تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال شبكات ‘vRAN’ المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتي أثبتت كفاءتها.” وأضاف: “يمثل هذا التعاون مع إنفيديا خطوة جديدة في جهودنا المستمرة لتوسيع منظومة وحدات المعالجة المركزية ووحدات معالجة الرسومات ، ونتطلع إلى استكشاف المزيد من الفرص في المستقبل.”

وقال النائب الأول لرئيس قطاع الاتصالات في إنفيديا، روني فاسيشتا: “تُعد تقنية ‘AI-RAN’ عنصراً أساسياً في تحقيق تحسينات جوهرية في استخدام الشبكات وكفاءتها وأدائها، إضافةً إلى تمكين خدمات جديدة قائمة على الذكاء الاصطناعي.” وأضاف: “تتصدّر سامسونج تطوير تقنية ‘AI-RAN’، حيث يساهم دمج خبرتها في ‘vRAN’ وبرمجياتها مع حوسبة إنفيديا المسرّعة بالذكاء الاصطناعي في تسريع التحوّل نحو شبكات لاسلكية قائمة على الذكاء الاصطناعي بشكل كامل.”

وبصفتها أحد الأعضاء المؤسسين لتحالف ‘AI-RAN’ الذي تم تأسيسه في عام 2024، تشارك سامسونج بنشاط في تطوير تقنيات ‘AI-RAN’ بالتعاون مع المؤسسات الأكاديمية وقادة الصناعة مثل إنفيديا. وبصفتها أيضاً نائب رئيس مجلس الإدارة المنتخب ورئيسة مجموعة العمل رقم 3 (AI-on-RAN)، تقود سامسونج القطاع نحو شبكات الجيل القادم المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

وتوفر البنية الشبكية الشاملة القائمة على البرمجيات من سامسونج الأساس الأمثل لنشر الذكاء الاصطناعي عبر جميع طبقات الشبكة بسهولة. ومن خلال شبكاتها المرنة، تتيح سامسونج للمشغلين تعزيز قدراتهم التنافسية والحفاظ على ريادتهم في عصر الذكاء الاصطناعي. ويفتح هذا التقدم آفاقاً جديدة لاستخدام البنية التحتية للشبكات ليس فقط في الاتصالات المتنقلة، ولكن أيضاً في معالجة أحمال العمل العامة، ما يوفر بنية شبكية تشبه مراكز البيانات ويخلق فرصاً تجارية جديدة.

وتقود سامسونج ريادة تطوير ونشر حلول الجيل الخامس الشاملة، بما في ذلك الرقائق الإلكترونية، وأجهزة الراديو، ونُظم التشغيل الأساسية. ومن خلال الأبحاث والتطوير المستمرين، تدفع سامسونج عجلة التقدم في شبكات الجيل الخامس عبر محفظة منتجاتها الرائدة في السوق، والتي تشمل ‘vRAN 3.0’، وشبكات ‘Open RAN’، ونُظم التشغيل الأساسية، وحلول الشبكات الخاصة، وأدوات الأتمتة والتطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي. كما توفر سامسونج حالياً حلول شبكات مبتكرة لمشغلي الهواتف المحمولة والمؤسسات، ما يتيح اتصالاً بلا حدود لمئات الملايين من المستخدمين حول العالم.

Continue Reading

بنوك وشركات

أورنج الأردن، بالتعاون مع NETSCOUT وFutureTEC، تقود نقلة نوعية في الأمن السيبراني بحلول متطورة ضد هجمات DDoS

Published

on

By

 

 

أقامت أورنج الأردن مؤتمراً استراتيجياً بالتعاون مع شركتي FutureTEC وNETSCOUT، استهدف الزبائن من قطاع الشركات والمؤسسات، بهدف دعم استمرارية الأعمال من خلال تقديم حلول ذكية ومتقدمة للأمن السيبراني.
وسلط المؤتمر الضوء عبر العديد من النقاشات على التحديات المتزايدة التي تواجه هذا القطاع، بالتركيز على هجمات حجب الخدمة(DDoS) المتزايدة وأهمية التصدي لها عبر تبني حلول متطورة للحماية ومن أبرزها تقنية Omnis AED التي توفر دفاعاً أوتوماتيكياً واستباقياً من داخل الشبكة.
وشهد المؤتمر عرضاً توضيحياً حول كيفية عمل تقنية Omnis AED في اكتشاف التهديدات وصدها آلياً بشكل فوري، مما يضمن استمرارية العمليات المصرفية دون انقطاع.
وأكدت أورنج الأردن التزامها بتمكين زبائنها من قطاع الأعمال (B2B) من خلال تقديم حلول رقمية متقدمة وموثوقة، تماشياً مع رؤيتها الاستراتيجية للريادة في الابتكار الرقمي وتقديم أحدث حلول الأمن السيبراني لشركائها. وأشارت الشركة إلى أن التعاون مع NETSCOUT وFutureTEC يأتي ضمن سلسلة شراكات استراتيجية تهدف إلى تعزيز منظومة الأمن السيبراني في المملكة، وتوفير بيئة رقمية آمنة ومستقرة تعزز من جاهزية المؤسسات المختلفة من القطاعات الحيوية، ومن أهمها القطاع المالي والمصرفي الذي يعتبر عصب الاقتصاد الوطني.
ويذكر أن أورنج الأردن تقدم حلاً متكاملاً لمكافحة هجمات حجب الخدمة (DDoS)يضم مجموعة من المنصات وأجهزة والبرمجيات المتطورة، إضافة إلى كوادر بشرية على قدر عالٍ من الخبرة تعمل على مراقبة واكتشاف وصد هذه الهجمات التي تستهدف الشبكات المتصلة بالإنترنت عبر شبكة الشركة. كذلك، فإن أورنج تقدم أيضاً مجموعة متكاملة من خدمات الأمن السيبراني الأخرى مثل تقنية إدارة التهديدات الموحدة (UTM) ونظام من التسلل للجيل القادم (NGIPS) وجدار حماية تطبيقات الويب (WAF) وحلول إدارة الثغرات الأمنية ونظام (Bitdefender) للأمن السيبراني للشركات.
ومن شأن هذه الحلول المبتكرة أن تعزز من توافر وأداء الخدمات الإلكترونية للزبائن من خلال حمايتها من التهديدات القائمة على بروتوكول الإنترنت، والتي تعد واحدة من أخطر التحديات التي تواجه قطاع الأعمال في العصر الرقمي.
لمزيد من المعلومات، يرجى زيار الرابط: www.orange.jo.

Continue Reading

ترند اليوم

شركات الاتصالات وشبكة الجيل الخامس (5G): الفرص، التحديات، وآفاق التعاون مع البلديات

Published

on

By

بدران محمد بدران – خاص

شهد العالم خلال السنوات الأخيرة سباقًا متسارعًا نحو إطلاق شبكات الجيل الخامس (5G)، لما توفره من سرعات اتصال فائقة، وزمن استجابة منخفض، ودعم واسع لتقنيات الثورة الصناعية الرابعة كالذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء. وفي قلب هذا السباق، تجد شركات الاتصالات نفسها أمام فرص هائلة من جهة، ومصاعب كبيرة من جهة أخرى، خاصة فيما يتعلق بعمليات الانتشار والتوسع بالتعاون مع البلديات.

أهمية شبكة الجيل الخامس

تمثل شبكة 5G نقلة نوعية مقارنة بالجيل الرابع (4G)، إذ توفر:

  • سرعات تنزيل ورفع بيانات تصل إلى عشرات أضعاف السرعات السابقة.

  • زمن استجابة لا يتجاوز جزءًا من الثانية.

  • قدرة على ربط عدد هائل من الأجهزة في الوقت نفسه، ما يفتح الباب أمام تطبيقات ذكية في الصحة، الصناعة، المدن الذكية، والمركبات ذاتية القيادة.

هذه الإمكانيات تجعل الاستثمار في 5G أمرًا حتميًا لأي شركة اتصالات تطمح إلى البقاء ضمن المنافسة وتعزيز خدماتها المستقبلية.

التحديات التي تواجه شركات الاتصالات في نشر شبكة 5G

رغم الإمكانيات الضخمة، إلا أن شركات الاتصالات تصطدم بعدة صعوبات حقيقية، أبرزها:

  1. التكلفة العالية للبنية التحتية
    يتطلب نشر شبكة الجيل الخامس استثمارات ضخمة في بناء محطات جديدة وترقية المحطات القائمة، بسبب الحاجة إلى تغطية أوسع وكثافة أبراج أعلى مقارنة بشبكات الجيل السابق.

  2. التعقيدات التنظيمية والتصاريح
    تواجه الشركات صعوبات في الحصول على التراخيص اللازمة لتركيب محطات الإرسال، خاصة في المناطق الحضرية المكتظة، ما يؤدي إلى تأخير الجداول الزمنية المخططة للنشر.

  3. مخاوف الصحة والبيئة
    تنتشر بين بعض فئات المجتمع مخاوف – غالبًا غير مدعومة علميًا – من تأثير الموجات الكهرومغناطيسية على الصحة، مما يؤدي إلى احتجاجات ضد إقامة أبراج 5G، ويزيد الضغوط على البلديات والشركات معًا.

  4. صعوبة التغطية في المناطق الريفية
    الكثافة السكانية المنخفضة في بعض المناطق تجعل العائد الاستثماري أقل جدوى، ما يضع الشركات أمام تحدي تحقيق تغطية عادلة وشاملة.

العلاقة مع البلديات: تحديات وفرص

تلعب البلديات دورًا محوريًا في نجاح نشر شبكة 5G، إلا أن العلاقة بينها وبين شركات الاتصالات غالبًا ما تكون معقدة نتيجة عدة عوامل:

  • تعقيد الإجراءات الإدارية: تختلف متطلبات التراخيص من بلدية إلى أخرى، وقد تتسم بعض البلديات بالتشدد أو البطء في منح الموافقات.

  • تحديد أماكن الأبراج: تحتاج شركات الاتصالات إلى وضع أبراج صغيرة (Small Cells) على أعمدة الإنارة، إشارات المرور، أو المباني العامة، ما يستدعي تنسيقًا دقيقًا مع السلطات المحلية.

  • الرسوم المفروضة: تفرض بعض البلديات رسومًا مرتفعة مقابل استخدام المرافق العامة أو بناء المحطات، مما يزيد من أعباء الشركات المالية.

آليات تحسين التعاون بين شركات الاتصالات والبلديات

حتى يتم تحقيق الانتشار السريع لشبكات 5G، هناك حاجة ملحة إلى تبني نهج تعاوني أكثر مرونة بين شركات الاتصالات والبلديات عبر:

  • توحيد الإجراءات وتبسيط التراخيص: من خلال إصدار إرشادات وطنية موحدة تعزز من سهولة حصول الشركات على التصاريح اللازمة.

  • التوعية المجتمعية: تنظيم حملات توعوية بالتعاون مع البلديات لشرح أهمية الشبكة وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول أضرارها المحتملة.

  • الشراكات الاستراتيجية: إبرام اتفاقيات تعاون تتيح للشركات استخدام المرافق العامة مقابل تقديم خدمات ذكية للبلديات مثل كاميرات مراقبة، إنارة ذكية، أو إدارة المرور عبر الإنترنت.

  • التخطيط الحضري المشترك: دمج احتياجات البنية التحتية للاتصالات ضمن المخططات العمرانية المستقبلية للمدن.

رغم التحديات الكبيرة، إلا أن شبكات الجيل الخامس تمثل فرصة تاريخية لتطوير البنية التحتية الرقمية وتعزيز الاقتصاد الرقمي. ولتحقيق ذلك، لابد من بناء شراكة حقيقية بين شركات الاتصالات والبلديات، تقوم على الفهم المتبادل، التسهيلات المشتركة، والرؤية المستقبلية الواحدة. فقط من خلال التعاون الوثيق يمكن إطلاق العنان لكامل إمكانيات 5G بما يخدم المجتمعات والمستقبل.

Continue Reading

ترند

Facebook
YouTube
Instagram
WhatsApp